يذهب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت في محاضرة قدمها الأسبوع الماضي في جمعية الشؤون السياسية إلى طمأنة المجتمع الأردني بأنه لا يوجد خطر حقيقي مباشر من تنظيم "داعش" على الأردن لمجموعة من الأسباب الموضوعية؛ أهمها القدرات الدفاعية الأردنية والجغرافيا المفتوحة والواسعة في الصحراء الشرقية الشمالية غير الملائمة لعمليات قتالية بالطريقة التي تخوضها تنظيمات مثل "داعش"، ضعف البنية الداخلية للتنظيم وعدم قدرته حتى على الاستفادة من الاسلحة التي غنمها من الجيش العراقي.
في الوقت الذي ينفي فيه وجود حاضنة شعبية لمثل هذه التنظيمات في الأردن لا ينكر الدكتور البخيت من وجود مصادر تهديد داخلية قد تشكل هشاشة استراتيجية على المدى المتوسط، ويقصد بذلك الإهمال والتهميش الذي نال عددا من المحافظات وبالتحديد المناطق الطرفية من معان والبادية الجنوبية مرورا بالرويشد حيث يصل معدل الفقر الى 70 % الى بعض قرى وبلدات الشمال حيث أتاح هذا الواقع بعض المساحات لهذا الفكر لدى بعض العشائر الاردنية.
في الجهة الأخرى، ذهب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إلى إن تنظيم الدولة الإسلامية من الممكن أن يتجه إلى الأردن والسعودية بعد هجومه على كردستان العراق مبررا ذلك بالقول "حيث يوجد أتباع للفكر التكفيري توجد أرضية لـ"داعش"، وهذا موجود في الأردن". جاء ذلك في سياق اتهامات وجهها نصر الله للسعودية ودول الخليج وتركيا ولم يستثن منها الاردن تتعلق برعاية هذا التنظيم وتسهيل دخول الدعم والاسلحة والمقاتلين له عبر الحدود وعلى حد تعبيره، فمن سهّل مهمة هذا التنظيم سيكون اول من يدفع الثمن، والجزء الاخير من أطروحة امين عام حزب الله يأتي في سياق الجدل السياسي حول من هم آباء "داعش" ومن أوجده.
في هذا الوقت ترددت أنباء عن نية الاتحاد الأوروبي تأسيس "مجموعة دعم"، تتألف من دول أوروبية وأخرى من المنطقة، بما فيها الأردن، لمساعدة العراق على مواجهة الدولة الإسلامية، ما يشير الى إدراك دولي وإقليمي متنام لحجم التهديدات التي بات يفرضها تنظيم الدولة الاسلامية.
وبالعودة الى حديث الدكتور البخيت، وهو بالمناسبة مؤسس الرؤية والتقدير الأردني للأزمة السورية حينما كان على رأس الحكومة مع بدايات الازمة والذي ذهب الى ان الازمة في سورية ممتدة وان النظام السوري اقوى مما ذهبت إليه التقديرات الغربية، حيث يدعو البخيت الى الحذر من الاختراقات التي قد تلجأ اليها هذه التنظيمات كما حدث في عام 2005 من خلال تقصد اهداف حيوية موجعة، ما يحتم ضرورة البدء بعمل ثوري تنموي وثقافي وإعلامي يقصد المحافظات الأردنية.
تشير التقديرات المستقلة ان عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يصل ما بين 15 - 20 الف مقاتل من بينهم 2000 مقاتل يحملون جوازات سفر أوروبية، اي باستطاعتهم التنقل بسهولة بين الدول، والتنظيم الذي استطاع وحسب تقريره السنوي أن ينفذ حوالي 1000 عملية اغتيال خلال عام 2013 وأن يزرع 4000 عبوة ناسفة أصبح أغنى تنظيم إرهابي في العالم.
0 comments:
إرسال تعليق